تسال إحدى السيدات، زوجى يلومنى دائما على ولادة الأنثى، ودائما ما ينتظر الذكر، لأن كل ما أنجبته بنات، فهل السبب من المرأة أم من الرجل؟
يجيب الدكتور عبد الهادى مصباح، أستاذ المناعة زميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة، قائلا:
سمعنا عن الأزواج الذين يطلقون زوجاتهم لأنهن لا ينجبن لهم الذكور.
خاصة الملوك والأثرياء ورجال الأعمال الذين يريدون إنجاب الذكور لكى يرثونهم فى الجاه والمال والسلطان، ولكى يظل اسم العائلة متواصلا فى الذرية والسلالة القادمة.
والحقيقة أن هؤلاء الأزواج مخطئون فى حق زوجاتهم، فالزوجة لا تحدد مطلقا نوع الجنين، فالذى يحدد نوع الجنين هو الزوج.
وبناء على ذلك فإن تكوين الحيوانات المنوية للرجل يكون على شكلين، إما أن يحمل 22 كروموسوما، بالإضافة إلى كروموسوم " Y " المسئول عن الذكورة أو أنة يحمل 22 كروموسوما.
بالإضافة إلى كروموسوم X المسئول عن الأنوثة، أما البويضة الخاصة بالسيدات فإنها دوما تحمل 22 كروموسوما.
بالإضافة إلى كروموسوم إكس وبناء على ذلك، فمن الظلم أن يهجر الرجل المرأة لأنها فى اعتقاده لا تنجب له إلا الإناث دون الذكور فهو أولا وأخيرا المسئول عن ذلك.
ولعل البحث العلمى الذى نشر فى مجلة "هيومان ريبردكشن" أو التكاثر البشرى، والذى توصل فيه الباحثون إلى أنه يمكن تحديد الحيوان المنوى الذى يحمل الكروموسوم الذكرىY وتفريقه عن الحيوان المنوى الذى يحمل كروموسوم الأنوثة X.
وذلك من خلال احتواء الكروموسوم الأنثوى X على نسبة أكبر من الحامض النووى بنسبة 2.8% عن الكروموسوم الذكرى Y وبناءً على ذلك ومن خلال صبغة الحيوانات المنوية بصبغة الفلورسين وقياس نسبة الطيف الضوئى المنعكس منها بعد تسليط ضوء أشعة الليزر عليها.
يمكن تفريق كل من الحيوان المنوى الذى يحمل كروموسوم الذكورة عن الحيوان المنوى الذى يحمل كروموسوم الأنوثة بواسطة فحص يسمى "مايكروسورت" ويجرى فى معهد الوراثة وأطفال الأنابيب بولاية فيرجينيا بالولايات المتحدة.
وذلك بعد أن نجحوا فى تحقيق هذا الانتصار العلمى فى الحيوانات، مثل الأرانب والنعام والبقر فى أكثر من خمسة أجيال متعاقبة تم ولادتهم فى حالة طبيعية دون حدوث أية مضاعفات.
وقد تم إجراء التجربة بنسبة نجاح بلغت 93% للحصول على الجنس المراد الحصول عليه دون أية مضاعفات بالنسبة للإناث، حيث حصلوا على 13 من الإناث من بين 14 ولادة تم تلقيح الزوجة فيها لتكون المولودة أنثى وهذا يعطى فرصة للحصول على البنت بنسبة تبلغ من 5: 6 مرات عن الفرصة العادية للتلقيح فى حالة إذا كان الإنسان يريد المولودة أنثى.
ومن 2: 3 مرات فرصة أكبر للحصول على الذكر ومازالت الأبحاث التى تمت لإنجاب الذكور بهذه الطريقة غير معلنة ولم تنشر بعد وهناك الكثير من مراكز أطفال الأنابيب فى الدول النامية تحاول تطبيق هذه الأبحاث فى معاملها الآن.
الكاتب: أمل علام
المصدر: موقع اليوم السابع